وعليكم السـلام ورحمة الله وبركاتـه، إذا كان لبلاد الكفر فلا يجـوز السفر بقصد السياحة لعظم الفتنة بـها.
ولا تُـزار آثار الأمم المتقدمة التي نـزل عليها فيها العذاب وأُهلكوا فيهـا، لا يجوز دخول ديار المعذّبين عموماً للفرجـة.
ولـذا لما مرّ النبي بالحِجر من ديار ثـمود قال لأصحابه ( لا تدخلوا مساكن الذيـن ظلموا إلا أن تكونوا باكـين أن يصيبكم ما أصابـهم، ثم تقنع بردائه وهو على الرّحـل ) رواه البخاري ومسلـم.
ولما نـزل الناس مع رسول الله صلـى الله عليه وسلم أرض ثـمود - الحِجْر - فاستقوا من بئرهـا، واعتجنوا به. أمرهـم رسول الله صلى الله عليـه وسلم أن يهريقوا ما استقـوا من بئرها، وأن يعلفوا الإبل العجـين، وأمرهم أن يستقوا من البئـر التي كانت تردها الناقـة. رواه البخاري ومسلم.
فـلا يجوز دخول ديار الذين نـزل عليهم العذاب، فقد علل رسـول الله صلى الله عليه وسلم ذلك بقـوله لا تـدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهـم، إلا أن تكونوا باكين، حـذراً أن يصيبكم مثلُ ما أصابـهم، ثم زجر فأسرع حتى خلّفهـا ) رواه البخاري ومسلم.
فـدخول ديار وآثار الظالمين الذين أصابـهم العذاب من الخطورة بـمكان، خشية أن تنـزل على الداخل لعنـة، أو يحلّ عليه سخطٌ ونقمـة.
وأمـا الدخول للاعتبار والعِظة دون أن يقصدهـا فهذا لا بأس به، لقوله عليه الصلاة والسـلام: لا تدخلوا مساكن الذيـن ظلموا أنفسهم، إلا أن تكونوا باكيـن.
فـأين اليوم من يدخل ديار المعـذبين سواء ديار الفراعنة ، أو ديار ثـمود في مدائن صالح، أو غيرهـا من مساكن الذين ظلموا وآثارهـم.
أيـن اليوم من يدخل وهو خائـف وجِل يبكي خوفا من عقوبـة الله، أو أن يحلّ بـهذه الأمة ما حلّ بالأمم من قبلـها. والله تعالى أعلـى وأعلم .
المجيـب الشيـخ عبدالرحمــن السحيم عضو مركــز الدعوة والإرشـــاد
حكم السفر للخارج للسياحـة وزيارة المعالم التاريخيـة